المساء في جامع السلطان قابوس مهرجان صوفي مئات المصلين يتدافعون إلى داخل المسجد ، بعدما يخلع كل منهم نعليه عند العتبة وفيما يكتفي فريق منهم بتأدية صلاة المغرب ليعود إلى أشغاله ،

 وسوق العمل في مسقط مفتوح حتى العاشرة مساءً ، يلازم الآخرون سجاجيد المسجد ليقرؤوا القرآن الكريم ،

 أو يتوجهوا بالأدعية إلى الله عز وجل ، أو يتحلقوا حول رجل نحيف القامة يرتدي أبيض بأبيض ،

 وبروح تقشف عن نظيرها ، ويضعون بين يديه ما عندهم من هواجس ومشاكل وهموم فيفتي بينهم ويريح صاحب الكرب ، ويشفي غليل الحيران .

 

       ذلكم هو الشيخ أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان ، ومحدث يوم الجمعة على شاشة التلفزيون العماني ، وصاحب الكلمة الفصل في كل ما يحتاج إلى فتاوى .

 

       أنا أعرف الشيخ أحمد الخليلي منذ عام 1974 يومئذ لم يكن قد ولي سدة الإفتاء بعد ، وكان أبرز وجه في المحكمة الشرعية ، حتى اصطفاه السلطان قابوس بن سعيد بين عشرات العلماء ورجال الدين الضالعين في الشريعة والفقه ليكون مفتي السلطنة .

 

       والشيخ أحمد ابن الأربعين لم يتغير عن هذه المرة ، إلا في جسده فقد أصبح أقل نحافة ولكن لم يتغير لا في فروسيته ولا في جرأته  وكما اعترض عام 1974 على المساواة بين الرجل والمرأة في ميدان العمل ، كذلك يستمر في الاعتراض فالرأي عند الشيخ أحمد استراتيجية وليس تكتيكاً وكما عرفته زاهداً متقشفاً متواضعاً كذلك ألفيته هذه المرة .

 

       لم يكن الإفتاء عنده مكتباً فخماً ولا ديواناً مترامياً ، بل حسبه وهو يقابلك أن يتجمع فوق كرسي عادي ، وبثوب أبيض عادي وبعمامته العمانية البسيطة على رأسه ، فإذا ناديته بصاحب السماحة ، قال استغفر الله أنا عبد من عبيد الله الضعفاء المساكين المحتاجين إلى مغفرة الرب عز وجل ورضوانه 0

أو ليس الخليفة عمر بن الخطاب كان ينام تحت شجرة ويتوسد كومة حجارة ، والتواضع لا يفارق مفتي عمان لحظة فقد سألته : يا شيخ أحمد أين درست وكان جوابه : ليس هنالك دراسة عند أحمد الخليلي يعتد بها ، حتى يسأل أين درس إنما دراسته بسيطة على أيدي بعض المشائخ ومطالعة بعض الكتب وبضاعته من العلم مزهدة لا يصح أن يعتنى بها حتى يقال له أين درس 0 لا هذا تواضع – إذا شئت أن تسمى الحقيقة تواضعاً 0 ولتكامل إطار العلماء في سلطنة عمان لا بد من سؤال المفتي العماني 0

-       ما عدد مشايخ السلطنة وكيف تصفهم ؟ - مشايخ السلطنة هم أكثر مني شأناً وأعظم مني قدراً ، وأكثر رسوخاً في العلم ، وأوسع اطلاعاً على ما قاله العلماء ، وعددهم كثير وأنا ضعيف بالنسبة إليهم 0

-        أنا أتكلم عن العدد  -  لا أستطيع أن أحصيهم عدداً ، هناك مثلاً من القضاة خمسون قاضياً في السلطنة ، وهناك مشايخ علم غير قضاة ومتقاعدون 0

-       ألا يعدون مئة إنسان ؟  - قد يكون أقل بقليل أو أكثر بقليل 0

-        لماذا اخترت أنت بالذات لتكون المفتي بينهم ؟  - تلك ثقة من جلالة السلطان وأقدرها ، ومع ذلك لا أزكي نفسي 0

-        منذ متى تربطك صداقة بالسلطان قابوس ؟  - إن السلطان حاكم البلاد وأبو الجميع وأبناء البلد هم أبناؤه وأنا أحد أبناء هذا البلد 0

-       ومتى كانت معرفتكما ؟  - أن تولى مقاليد الحكم عام 1970م ، قبل ذلك كنت أعرفه بالسماع ، إذ كان يقيم في المنطقة الجنوبية 0

-       ومتى كان اللقاء الأول ؟  - كانت المرة الأولى بعد عشرة أيام من تولي جلالته مقاليد الحكم ، استدعيت لمقابلته في القصر 0

-       وماذا كانت صفتك يومئذ ؟  - كنت مدرساً في مدرسة على النمط القديم في مسجد من مساجد العاصمة يسمى مسجد ( الخور ) 0

-       ولماذا كان الاستدعاء ؟  - لقد وقع عليّ اختيار السلطان لأنني من العاصمة ومقيم فيها شأني شأن عدد من المشايخ والعلماء الأخرين 0

-       المفتي من مواليد مسقط ؟  - لا 000 أنا من مواليد ( زنجبار ) في المحيط الهندي شرقي أفريقيا ، ولكن أبي موجود أصلاً في عمان ، وأمي عمانية ، وتنحدر من سلالة عمانية وفي فترة من الفترات كانت بلاد زنجبار تحتسب كجزء من المناطق العمانية باعتباها كانت محكومة من سلاطين عمانيين 0

-       هل جرى حوار بين السلطان وبينك ؟  - كانت لنا نحن العلماء والمشايخ جلسات متعددة مع جلالة السلطان وكانت المواضيع من صلب الدين 0

-       ولا بد أنه تنبه إليك أثناء الحديث ؟  - ذلك كرم منه وتلطف وأشكر الله على ذلك أولاً 0

-       نلاحظ يا شيخ أحمد أنك تعيش حياة تقشف إلى أبعد حد ، فأنت تقيم في منزل متواضع دلونا عليه بالأمس ، وتحته مخازن ، ولا تسكن في قصر أو في فيلا ، كما يفعل أكثر رجال ديننا الكبار في وطننا العربي ، وليست لك مراسم ولا سكرتير يستقبل الزوار قبل أن يدخل به عليك 0 فهل هي نشأة تقشفية خاصة بك أم أن تركيبة البلاد هكذا هنا ؟  - إنني أتعامل مع الحياة بمنظار المقتنع بأنه منظار صحيح ولا شائبة فيه فالحياة يعيشها الإنسان لفترة محدودة على ظهر هذه الأرض ، ثم لا يلبث أن ينتقل إلى بطنها ، ويجب أن ينظر إليها بأنها حياة لا تستحق العناية الكبيرة ، وأنا أرى أن ما أنا فيه هو الأن شيء فوق ما أستحق ، الشاعر الواعظ يقول : خيمة خوص أو ظليلة راكة * كثير على حي يموت فيقبر 0 ومن كان مثواه باطن الأرض وجسمه غذاء للدود ينبغي أن يتعظ في حياته ، ومع ذلك علينا أن نتأمل قول الله سبحانه وتعالى { تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين } 0

-       ومرتب مفتي السلطنة كم يبلغ يا صاحب السماحة ؟  - العبرة ليست في المرتب ،بل في الواجب الملقى على صاحب هذه المهمة ، وعلى كل حال لا يقل مرتب المفتي عن ذلك الذي يتقاضاه وكيل الوزارة ، أي مع العلاوات 1600 ريال عماني (80 ألف ليرة لبنانية ) شهرياً 0

-       وتيار الأيمان وإقامة الصلوات في عمان هل هو دوار عند الشباب مثلما هو دوار عند الكهول والشيوخ؟

-       قلة قليلة من شبان السلطنة لا تقيم الصلوات ، وهذه حالة شاذة لا يعتد بها ، وكل من تخلف عن الصلاة شاذ ، والشواذ لا يبني قاعدة ، فتركيبة الشعب العماني المتوارثة عن الأباء والأجداد تعتبر الصلاة فعل وجود وحياة وحركة ، والطفل العماني ينشأ على أداء صلاة الفجر والخروج إلى المسجد فيعتاد ذلك فتصبح المحافظة على الدين والقيام بواجبات الدين جزءاً من طبيعة الطفل عندما يكبر 0

-       وكم عدد أولادك ؟  - عشرة صغيرهم ابن شهر 0

-       ومتى يبدأ الطفل في تعلم الصلاة عندك ؟  - عندما يصبح ابن سبع سنوات وأحياناً قبل ذلك 0

-       ويحفظ القرآن في هذه السن ؟  - وأحياناً عندما يبلغ سن الخامسة 0

-       وطوينا صفحة الشيوخ والأطفال لنفتح صفحة المرأة العمانية 0

-       إني أجد المرأة العمانية في كل مكان من الحياة اليومية ، وتلفتني معها ظاهرة الشرطية العمانية ، وهو امر يتعارض وما قلته لي سنة 1974م ، من أن للمرأة حدوداً في الحياة اليومية لا يتعين أن تتجاوزها ، فهل كان التيار أقوى منك أم أنك طورت موقفك ؟

-       الاعتراض عادة أضعف من التيار ولكن ذلك لا يعني أن موقفي قد تغير ، أو أنني سفهت رأيي السابق 0

-       ولماذا غلبك التيار ؟  - إنها هجمة الحياة من رجل وامرأة 0

-       بل هي نزعة المساواة التي تتملك كل المجتمعات 0

-       وأنا لي اجتهادي الخاص في هذه المساواة لأنها متعارضة مع فطرة المرأة وفطرة الرجل وهذا الذي ثبت علمياً أن المساواة بين الرجل والمرأة غير ممكنة 0

-       تقول علمياً ؟  - نعم 000 واسمعني ولا تقاطعني

-       حاضر  - المرأة يتكون جسمها من ستين ستين مليون خلية ( رقم الستين مرتين ) كما يتكون جسم الرجل من ستين ستين مليون خلية ، ولكن هناك فوارق ما بين خلايا الرجل وخلايا المرأة ، وقد رأينا هذه الفوارق واضحة في الصور المكبرة ، فخلايا الرجل تختلف من حيث طبعها ومن حيث شكلها عن خلايا المرأة ، ولا يقف الأمر عند هذا الحد فحسب ، بل هو أدق من ذلك ، فهناك الكروموسومات التي تقاس بالواحد على مليون المليمتر لصغرها ، وهي تختلف عند المرأة عما هي عند الرجل ، والغربيون أول من تنبه إلى هذه الحقيقة بعد مناداتهم بالمساواة بين الرجل والمرأة ، فنجد مثلاً الدكتور إليكس كاريل صاحب كتاب ( الإنسان ذلك المجهول ) الذي عاش بين أوروبا وأميركا ، فكان منشؤه فرنسياً وجنسيته أميركية ، ماذا قال كاريل بالتحديد ، لقد قرر أن المرأة لا تختلف عن الرجل من حيث الأعضاء التناسلية ومن حيث الولادة فحسب , بل الاختلاف بينهما جد عميق ، فكل حجيرة في جسمها عليها طابع جنسها وأضاف المفتي : ثم ذكر كاريل فيما ذكر أن هنالك فوارق بين المرأة والرجل من حيث الأفكار ، ومن حيث الاعداد الذهني لتلقي المعلومات ، ولذلك صرح بخطأ الغربيين في توحيد المناهج الدراسية بين الرجل والمرأة ، ودعا إلى تخصيص مناهج للمرأة تنمي مواهبها الفطرية ، مقابل مناهج خاصة للذكور تنمي مواهبهم الفطرية والخلط بين هؤلاء وهؤلاء خطأ  ، ذلك ما صرح به عالم غربي 0

-       وتابع الشيخ أحمد : - وقد قرأت لباحثة فرنسية لم أعد أذكر اسمها – تحليلاً علمياً تسأل فيه : لماذا المرأة عندما تشتعل عاطفتها يتأجج جانباها ؟ لأنها عاطفية جداً ، بحيث لا يعود دماغها صالحاً للتفكير في ما يتعارض مع اشتعالها العاطفي بينما دماغ الرجل مع اشتعاله العاطفي يبقى جانب منه صالحاً للتفكير ، مقابل جانب أخر مأخوذ للعاطفة ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ثبوت ما في كتاب الله تعالى من التفرقة بين المرأة والرجل حتى في أداء الشهادة ، فلننظر إلى قول الله سبحانه وتعالى { إن تظل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى } ويتفق  مع هذه الأية الكريمة ما ذهبت إليه الباحثة الفرنسية ، وقد حكى الله عن امرأة صالحة من نساء بني اسرائيل أنها قالت { وليس الذكر كالأنثى } فحسب الأصول الدينية ، وحسب قناعتي من دراسة هذه الأصول – وحسب دراسة الوضع البشري الاجتماعي ، أرى أن المرأة يجب أن تشجع في ما هيئت له فطرياً وأن يشجع الرجل كذلك في ما هيء له فطرياً 0

-       أدخل على الخط لأذكركم بأن أم حرام التي رافقت معاوية في غزواته ووريت في قبرص كانت رائدة التمريض في التاريخ الإسلامي 0 – هذا صحيح 0

-       والسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تذهب إلى الوغى ، وتذكرون معركة الجمل ، وهند بنت قتيبة التي غرت الرجل المسمى وحشي بقتل حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلوات الله عليه شاركت في المعارك ، مدام كوري مكتشفة الراديوم جاءت بما لم يجيء به الرجال ، رئيسة وزراء الهند انديرا غاندي ثبت أنها كانت أفعل من الرجال  ، غولدا ماثير رئيسة وزراء العدو كانت تسمى بالرجل الوحيد في الحكومة ، باندرانايكا رئيسة وزراء سيلان ( سيريلنكا ) كانت قوية في حكمها ، هذا إذا فاتنا ذكر كليو باترا وزنوبيا ملكة تدمر وشجرة الدر ملكة مصر ، أي قد لا نجمل فنقول أن المرأة تتساوى حكماً مع الرجل ، ولكن هذا لا يمنع حدوث التفوق عند بعض النساء رغم اختلاف طبيعتهن الفطرية عن طبيعة الرجل ، ومن الواجب أن نشجع التفوق عند المرأة التي تتجاوز نظرية الكروموسومات التي تحدثت عنها ، وهذا التفوق هبة من الله سبحانه وتعالى ، لو لم يشأ ربك أن تتفوق بعض النساء لما تفوقن ، فالتفوق شيء والمساواة المطلقة شيء أخر ، وليس من المنطق أن نقول للمرأة اتركي بيتك وتعالي إلى سوق العمل ، دعي أمومتك ونافسي الرجل لا ولكن رعاية التفوق عندها أمر منطقي وجزء من الضميرTop of Page

-       أنا لا أنكر أن بعض النساء تفوق على الرجل ، وحديثي لا يتعارض مع تفوق المرأة أحياناً ولكني أعود فأشير أن للمرأة طبيعة وللرجل طبيعة ، ولأمر ما خلق الله سبحانه وتعالى المرأة أنثى ، ولأمر ما خلق الرجل ذكراً ولو شاء لوحد هذا الجنس وجعله نوعاً واحداً ولكنه جعل هذا الجنس يختلف نوعه ، ويختلف حكمه باختلاف نوعه 0

-       حتى تستمر الذرية 000

-       هكذا شاء الله سبحانه وتعالى ، الرجل مكمل للمرأة ، والمرأة مكملة للرجل وهذا بالذات ما نعتقد به ونؤمن ولكن هل معنى ذلك أن تنسلخ المرأة من مقومات أنوثتها وتتجرد منها وتعتدي على الرجل في خصائص ذكورته ، أو هل معنى ذلك أن نبيح للرجل أن ينسلخ من خصائص انوثته حتى يصبح أنثى مثلها ، لا أظن أن أحداً يسلم بهذا ، والنظرة السليمة إلى المرأة هي نظرة الإسلام إليها فالإسلام الحنيف عندما صان المرأة أمر بحفظ كرامتها وبصيانتها وبالمحافظة على طهارتها ونقاوة أرضها ، هذه المرأة لم تكن في نظر الإسلام ناقصة ، بل كانت في نظر الإسلام محافظة على الشرع ، ومحافظة على الكرامة ، ومحافظة على الحياة ذاتها 0

-       ثم استطرد :

-       ولننظر كيف كرم الإسلام المرأة ، الله سبحانه وتعالى يقول { ووصينا الإنسان بوالديه إحساناً ، حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً وحمله وفصاله ثلاثون شهراً } بعدما ذكر الله سبحانه وتعالى الأبوين ، ووصى بهما جميعاً ، نبه على تضحيات الأم ، حتى يكون قلب الولد أرق وجاء ذلك في حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لقد جاء رجل فقال له : - يا رسول الله ، أي الناس أحق مني بحسن الصحبة ؟ قال له ( أمك ) قال له ثم من قال له ( أمك ) قال هل ثم من ؟ قال له ( أمك ) قال له ثم من ؟ قال له ( أبوك ثم الأقرب فالأقرب ) 0 وأوصى الإسلام خيراً بالمرأة وهي طفلة في معرض ذكر الكفار وحالهم كيف كانوا يمتعضون إذا بشر أحدهم بالأنثى ، فقد قال تعالى { وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ، أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ، ألا ساء ما يحكمون } وبين الإسلام أن الامتنان على الرجل بالبنت كالامتنان عليه بالذكر ، فقد قال سبحانه وتعالى { يهب لمن يشاء إناثاً ، ويهب لمن يشاء الذكور } وهكذا ذكر الله الأنثى قبل أن يذكر الذكر ، أو ليس ذلك دليلاً على حسن ترحيب الإسلام بالأنثى ؟ ووجوب استقبالها بالفرحة والبشرى ؟

-       وأضاف الشيخ :

-       ووصى سبحانه بالزوجة إحساناً ، فقد قال عز وجل { وعاشروهن بالمعروف ، فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيرا } ثم قال سبحانه { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وأتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً أتأخذونه بهتاناً وإثماً مبينا ، وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظا } ونحن الأن إذا جئنا نقارن بين وضع الإسلام ووضع المتشدقين الآن بحرية المرأة في العالم  ، ماذا نرى ؟ المرأة الآن في أوروبا بمجرد زواجها تفقد إنتماءها إلى أسرتها ، وتنتمي إلى أسرة الزوج ؟ لماذا ؟ هل هذا تكريس لحقوق المرأة ؟ أم أنه هضم لحق المرأة ؟ في فرنسا إلى وقت قريب لم يكن يؤذن للمرأة أن تتصرف في ما تملك إلا بموافقة الزوج ، هل هكذا الحال في الإسلام ؟ هناك فارق بين إكرام المرأة وابتذالها ، فالإسلام يصون المرأة ويحفظ كرامتها ، أنه لا يرضى بأن يطلق للمرأة الحبل على غرابه ، فتكون المرأة عرضة لذئاب البشر Top of Page0

-       السيدتان خديجة وعائشة  -

-       واستطرد المفتي قائلاً :

-       أنا أعرف الآن بأن هناك نساء يتزين لعملهن في المكتب أكثر مما يتزين لمخادع أزواجهن 0

-       ليكتسبن وجهاً أما م الناس 0

-       بل لتكون مغرية ، فكيف تستخدم المرأة الآن ؟ وسيلة للطمع والانتهاز والمصلحة ، المرأة الآن صورة في الصابون ، والكولونيا ، والمياه المعدنية ، والتليفزيون ، الفتاة تنتقى محل اجتذاب للزبائن ، فتوضع في المعارض ، لتكون آلة اجتذاب كالأثاث والموبيليا ، والإسلام الحنيف يأمر بأن تكرم المرأة حتى بعد موتها وقد ضرب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أروع الأمثال في ذلك ، فقد تزوج عليه الصلوات من السيدة خديجة بنت خويلد ، وكانت تكبره بخمسة عشر عاماً ، كان صلوات الله عليه مقبلاً على الشباب وكانت هي مدبرة عنه وحين كان مرتبطاً بها لم يتزوج امرأة أخرى ، وبعدما توفيت تزوج من تزوج من النساء ، ولكن لم يقدم أحداً عليها حتى السيدة عائشة أم المؤمنين بنت أحب الناس إليه ، وكانت شابة نزيهة ذكية لامعة ، لم يقدمها على السيدة خديجة ، وكان إذا ذبح شاة في البيت قال عليه السلام : ( ارسلوا من هذه إلى أقرباء خديجة ) فإذا سألته عائشة رضي الله عنها عن ذلك قال لها : ( أني لأحب حبيبها ) وعندما سمع عليه الصلاة صوت هالة أخت السيدة خديجة رضي الله عنها  أخذته الأريحية وقال ( اللهم هالة ) 0 ثم تابع : - وغارت من ذلك السيدة عائشة ، وغمزت من قناة السيدة خديجة سائلة الله أن يعوض عليه بخير منها فغضب وقال : ( والله ما أنت بخير منها ، لقد صدقتني إذ كذبني الناس وأمنت بي إذ كفر بي الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من الناس ، فجزاها الله عني خير جزاء ) 0

-       وخلص إلى القول : - لننظر الأن إلى وضع الناس الذين يقولون أنهم يكرمون المرأة ، هل السيدة العجوز لها تكريم مثل ابنتها الشابة ، لا أبداً ، لقد ذكر أحد الشيوخ من بلاد الشام في الإذاعة فذكر أنه رأى امرأة عجوزاً تمشي في الطريق فوقعت على الأرض وما انشغل بها الباقون ، قال : فقلت في نفسي: لو أن ابنتها الصبية هي التي وقعت لتلقفتها أيدي جميع المارة ، وهكذا إذا قلنا بأن المرأة يجب أن ينفذ جانب قوي من خصائص فطرتها ، لا يعني ذلك أننا ننتقص من قدر النساء المتفوقات ، ولا نستهين بالعبقريات منهن ولكنهن مع ذلك لم يمزقن حجاباً , ولم يهتكن حرمة وكن محافظات على وظيفتهن إلى جانب ما من الله به عليهن من تفوق 0

-       هل تتضايق من منظر المرأة الشرطية ؟

-       لا 000 إذا كانت مسؤولة عن بنات جنسها فقط 0Top of Page

-       والمرأة التي تقود سيارة ؟

-       إذا كانت قد هتكت حجابها 000 فقد خالفت وصية الخالق 0

-       هل هناك نص على الحجاب أو النقاب في القرآن ؟

-       هذا ما اختلف فيه المسلمون ، فقد قال سبحانه وتعالى : { ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر مناها } فهل ما ظهر الوجه والكفان ؟؟ أو ما ظهر بعض الثياب ؟ ذلك خلاف بين العلماء ، نحن نرجح أن الوجه ليس بعورة ، ولكن هل كل النساء العملات يسترن أجسادهن حسب هذه الآية ؟؟

-       وأضاف : - قال القرآن الكريم : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما }  وقال أيضاً : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن  إلا لبعولتهن أو أبائهن أو أباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت آيمانهن ، أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن } 0

-       واستطرد الشيخ أحمد : - وهكذا حتى في المشي أمرت المرأة أن تتأدب بحيث لا تمشي مشية نثير الشهوة في نفس الرجل ولا تكون أداة فتنة 0

_______________________________________________

ورفع المؤذن إذان صلاة العشاء ، فقال المفتي – تفضل 000 فالصلاة خير من الكلام 0Top