|
|
المقـــــدمة التاريخ علم يتحدث قد تجاوزت فائدته معرفة الأمم السابقة وأحداثها وما أثرته وما تأثرت به خلال العصور الخالية من منطلق الإلمام بل هو نافذة يطلع من خلالها الخلف على ما كان عليه السلف ويرى كل ماهو مهم ويتعرف على ذاته وعراقة شعب هو أحد أفراده ويدرك سير وأخبار لرجال طابت سيرهم وأخبارهم وساروا وأثارهم نور ورحمى ومضاجعهم روح وريحان والتاريخ ترجمان صادق لماضي الأيام عما عايشته من أحداث تستحق الإعتناء سواء كانت الأحداث تعني بلدا أو جماعة أو فردا على المستويين الخاص والعام فلا بد من إستفادة الأجيال المتعاقبة منها والإعتكاف لإمعان النظر فيها بل التاريخ هو الذي أثبت أهميته للإنسان الذي لم يتردد في إعادة هذا البلد الى مكانته التى أثبتها التاريخ وهكذا الحال بالنسبة للجماعة والجماعة التي نقصدها هنا الشعب فتجد شعباً بلغ من المجد أوجه ومن العز ذراه فتتكالب عليه عوامل الضعف فيتقلص نفوذه ويذل عزه ثم يدور الفلك ويعيد التاريخ نفسه فيعود هذا الشعب إلى أفضل مما كان عليه من مجد وعزة وشموخ بحلول تلك العوامل فيبدل الفقر غنى ويبدل الذل عزا ويذل كل جبار عتيد ...وهكذا وهذا أمام أعينكم الموقع المتواضع الذي تعهدت على نفسي أن يكون مرجع يطلع من خلاله الخلف على ما أثره وأثراه السلف ولو حاولنا أن نبرز ما قدمه أولئك العظماء في شمول وتوسع لما أستطعت في فترة بسيطة ولكن أسأل الله العلي القدير أن يوفقنى لإحياء تاريخ هذه المدينة التي لو أن التاريخ ينطق بلحم اللسان لأخبر عنها وما فيها من السير والأخبار التي تلذ للسامع سماعها وللناظر التمتع فيها والقول بأنها بحق مدينة العلم والعلماء وسيكون التحديث مستمر في هذا الموقع من خلال إضافة المعلومات عن العلماء والأئمة وترجمات لحياتهم وسيرهم أما المرحلة الأولى إدراج الصور ونبذات قصيرة جداً لأن الوقت لا يتسع و‘ن شاء رب العباد سيكون على تقسيم تصنيفي بالمواقع التاريخية وليس بتسلسل تاريخي ولكن كن على تواصل لكي تنظر " نزوى " وكـأنك تتجول بين بستان سير الأئمة والعلماء مقيداُ بالمعلومات والتواريخ والاحداث والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإلية أنيب
نـــــزوى نزوى - جاءت نشأتها على يد عرمان بن عمرو الأزدي فيما أحسب وذالك قبل ما يقارب ستة الآف وخمسمائة سنة ولما جاء الفرس بعده لم يغيروا أسماء البلدان بل سموا بعض البساتين والحواري بأسماء أصحابها أو بأسماء الطبيعة بلغتهم كما هو الحال في نزوى كبستان خوارزم وبستان ميرزة وهي أسماء أعجمية وكرادسيين إسم محلة كرادسيين إسم أعجمي ووادي كلبوه أصله وادي جلبوه أي وادي الزهور باللغة الفارسية وكثير من ذالك ولعل كثيرا من الأمكنة أعيدت تسميتها إلى العربية ولقد كانت أرض نزوى تشغلها الزراعة أكثر من العمارة الإنشائية حتى جاء العرب ونما فيها السكان نموا كبيراً وعمرت عماراً مزدهراً حتى القرن الرابع الهجري القرن العاشر الميلادي بعد الحروب الواقعة بين الإمام الصلت بن مالك الخروصي رحمه الله ثم حروب محمد بن بور اما أقدم محلة في نزوى فهي محلة " سيباء "وأصلها محلة سبأ نسبة لسبأ بن أبراهيم فيما أظن وسكنها أحد أبناء الخيار بن يحي من أبناء أمرى القيس وسكن أخوه الأخر بسمد نزوى ثم أنتشرت ذريتهم في نزوى وأطلق على أهل سيبا السيبانيون ثم تأتي بعد سيبا في القدم محلة شرمة ثم محلتا السويق وردة الكنود ثم محلة غليفقا ثم سوق سعال ثم شرجة العبابده ثم العقر أما الحواري الأخرى فمنها ما انشئ في عهد الأئمة بني خروص ومنها ما أنشئ في عهد النباهنة ومنها ما أنشئ في عهد اليعاربة ولم يبقى من المحلات القديمة سيبا وشرمة والشرجة إلا الأطلال ودوام الحال من المحال والباقي الدائم هو الله وهذا أستقراء للتاريخ وتحر للصواب فما كان من صواب فذالك فضل الله وما كان من الخطا فمنى ومن نفسي والشيطان وننتقل الى التسمية ومعناها اللغوي وبعض الاخبار
التسمية ومعناها اللغوي وبعض الأخبار نزوى : فعلى وثبى، ونزونزا، ونزوا ونزوانا، وثب وأنطلق وأنقضَّ على فريسته والنزوة الوثبة، ويقال نزوى على وزن على قياس وثبى ، وفي القاموس المحيط: نزوى جبل بعمان ، والواقع أن عمان ليست جبلا بل هي روضة غناء ذات أشجار وأنهار، ونزا عليه: وقع عليه ووطأه ، والنزوان: الحدة وسورة الغضب، فهنا قد تكون التسمية جاءت بمعنى الإنطلاقة والإنقضاضة ،أو نزوى بمعنى الحدة وسورة الغضب وسميت نزوى لماذا؟ هنالك روايات متعدده قيل إن هنالك عين ماء شمالي القلعة تسيل في وادي كلبوه ولعلها أم فلج أبو ذؤابة لأنها هي التي تسيل في ذالك الوادي وتسمى نزوى وهنالك رواية أخرى : وهي أن نزوى جبل غربي البلدة يسمى بهذا الأسم ولعل هذا هو الموافق لما قاله صاحب القاموس أن نزوى جبل بعمان ورواية ثالثة تقول :إن أصل نزوى انكمش وهذا بعيد ......والله أعلم ونزوى عاصمة عمان قديماً اتخذها الأئمة عاصمة في أغلب العصور منذ آخر القرن الثاني الهجري بعهد الإمام محمد بن عبدالله بن أبي عفان اليحمدي وبالتحديد بغرة شوال سنة سبع وسبعين ومائة للهجرة ولم تتغير أهميتها رغم إتخاذ بعض الأئمة والسلاطين عواصم أخرى لدولهم كالرستاق ومسقط أوفي فترات يتعدد فيها الحكام كل حاكم مستول على جزء من عمان كما هو الحال في زمن آل نبهان بحيث يتخذ كل حاكم مقرة عاصمة الإقليم الذي شملة حكمه ولقد أطلق عليها تخت العرب ذكر ذالك العلامة السيابي في " عمان عبر التاريخ " ج2 ص135 ثم سميت بيضة الإسلام وذالك في عهد الإمام غسان بن عبدالله ولم تزل تلك التسمية شائعة ذائعة يتوارثها الإجيال ويرددها الشعراء قال العلامة أبو مسلم رحمه الله في نونيته فأفرق بها البيد حتى تستبين لها __فرق على بيضة الإسلام عنوان
جميع الحقوق محفوظة Salam Saif Said AL-Riyami 200109/05/2001 www.donya.8m.net.om Donya_future@hotmail.com |
|